إليها...
أيّامٌ مرّتْ لمْ أسمعْ
صوتُكِ يسألني (كِيفَكْ؟)
أيّامٌ مرّتْ من قبلُ
وحديثي قد كانَ مملاً
لا تنفي
فحديثي كانَ سياسياً
وحديثي كان خطابياً
وحديثي كانَ بلا طعمٍ
"أخويّاً" قد كان حديثي
مصطنعاً قد كانْ
لا تنفي
أعلمُ أنّي أمللْتُكْ
بحديثي عن طقسِ اليومِ
وحالِ الجوِّ
بثرثرتي الفارغةِ الحمقى
عن نصٍّ شعريٍ أو قصة
لا تنفي
لكنّي -سيدتي - معذورٌ
فلساني مبروطٌ أخرسْ
بودّي - سيّدتي - أن أفصحْ
أن أتركَ قلبي يتكلمْ
بودّي إن قلتِ (كِيفَكْ؟)
أن أصرخَ: سيّدتي مشتاقْ
مشتاقٌ أن أسمعَ صوتكْ
مشتاقٌ أن ألقى طيفكْ
مشتاقٌ أن أهمِسَ: حبّي..عذبني حبُّكْ!
بودّي سيّدتي هذا
لكن الواقعَ أقوى من صوتي
والمنطقْ
العقلُ الحاكمُ في صَلَفٍ
يخرسني
ويحيلُ البوحَ أحاديثاً
باردةً
ثكلى..
ثرثرةً
عن طبقِ اليومِ
وحالِ الطقسِ
وأموراً تافهةً أخرى
حتى إن قلتِ وداعاً
يتشظى قلبي مقهوراً
كقصيدةِ شعرٍ لم تُكتبْ.
قُلْ
ما تشاءُ
لمن تشاءُ
كما تشاءُ
متى تشاءْ!
مع تحياتي