مدخل:
من سلبَ الزهرةَ
ألوانَ البهجة؟
من أودى بأريجِ الوردة؟
من ملأَ التفاحَ غباراً؟
من غيّرَ طعمَ الخوخِ
وأحالَ الماءَ مرارة؟
من طمَسَ القمرَ
وأسدلَ في الشمسِ ستارة؟
من زرعَ الظلمةَ في يومي؟
من؟
من غيرُكَ يا وطني..
رؤية
وكنتُ أراكْ
آلافُ الكثبانِ من الصحراءِ
وكنتُ أراكْ
أخضرَ يا شجرَ الجنة
أخضرَ يا وطني
أخضرَ
كنتُ أراكْ
رمل
يخنقني الرملُ
ينزعُ أرديتي عنّي
يأكلني
يقتاتُ بلحمي
يفقأُ عينيَّ
وأظلُّ أراكْ
تومي جمجمتي العاريةُ إليكْ
تسقطُ
إذ تسقطُ نحوكَ
تتدحرجُ في الرملِ إليكْ
نحو خضاركْ
يا وطني..
يا وطني الأخضرْ
عظْمة
أتناثرُ فوقَ الرملِ
بقايا غربة
ويبقى من عظمي..
عظْمة
خضراءٌ هي
يلفظها الرملُ ويقصيها
فالأخضرُ لكْ
الأخضرُ عنوانكْ
الأخضرُ منكَ..
ويشتاقُ إليكْ
هجرة
أيا عظْمة
ترميها الريحُ
تطوّحها
في كلِّ قبيلة
الرملُ الغاضبُ ينبذها
كلابُ الصحراءِ تعاديها
فالأخضرُ مرٌّ
لا يؤكلْ
حقيقة
ناديتُ عليكْ
يا وطني
ناديتُ عليكْ
وأصمٌّ أنتْ
أوميتُ إليكْ
يا وطني
أوميتُ إليكْ
وأعمىً كنتْ
ولما اختنقَ الصوتُ علمتْ
سرابٌ أنتْ
يا وطني
سرابٌ أنتْ..