البعد و الألم و اللوعة والشوق ، عناصر حياتي الرتيبة كل يوم ، وهناك حيث شطت الديار يسكن أهلي و هنا في صدري حيث الألم و اللوعة والشوق يسكن قلبي ، ومن بين المكانين ، كانت قصيدة طويلة ، أختار منها:
رعاكَ الله يازمن الوفاقِ
----------------و يا وطناً تركتُ بهِ رفاقي
أشُـمُّ شذاكَ عطراً كلَّ فجرٍ
----------------و أسألُ خالقي قربَ التلاقي
و أعلمُ أنني لو كنتُ صخراً
----------------فدمعُ العين يؤذنُ بانشقاقي
فداكِ الروحُ يا أرضاً ترامتْ
----------------على الأطرافِ ناحيةَ العراقِ
.
.
فيا أيام لم ترحمْ صبياً
----------------مواضيها أخفُّ من البواقي
.
.
عجبت لها و قد غدرتْ بحُّـرٍّ
-----------------ولم تستبق غير ذوي النفاق
عجبتُ لها تسيِّدُ كلَّ نذلٍ
-----------------عديم الخيرِ ماله من خلاقِ
و كيف يبيتُ خمصانا كريـمٌ
-----------------وذو الشُّحِ ترفّـلَ بالنطاقِ؟.
.
فيا أبتاه لو تدري بحـــالٍ
----------------و ما أنا فيه من عقب الفراق
أبيت الليلَ لا نومٌ لـيـأتي
----------------ولا دمعٌ يكفٌّ عن المآقي
تـزَوَّجَ مقلتي دمع سيول
----------------و صدَّقه على العقد شُهَاقي
وقد كانت مزَوَّجة رقادي
-----------------فحرَّمها ثلاثاً بالطلاقِ !!
ويا أمَّاه مال الشهدِ أضحى
----------------إذا ما ذقته مـرَّ المذاقِ ؟!
وعدت على سريري مثل قدر
----------------نسيتيه على وجه الوجاق!
.
و أغدو عند ذكْرِكُما طروباً
----------------كأني العبد بُـشِّـر بالعتاق!
فلو كانت مذاكركم غديراً
----------------لما أغنى لدى صدأي اغتباقي!
.
فيا أهلي الذينَ بَعُدْتُ عنكمْ
----------------وقُـرِّبْـتُـم فمسكنكم حداقي
كأنَّ الشوق في صدري كنارٍ
----------------تُحَـرِّقُ أضلعي عند اشتياقي
ولكني رأيت الشوقَ قُرباً
----------------إلى أهلي ، فطوبى باحتراقي!
__________________