( وجاء في حزنها الأخير / لتذرُني الرياحُ ، أو لأصبحَ صلداً لا أقدر على
شيئ ٍ مما كسبتُ ... و ليبقى ظلكَ يتفيئُ غبشك الوضــيئ ...! .. ثم احترقت
إلى بضعٍ و ثمانين قصيدة )
و/ أبقى عزيزا ْ
و/ قد سلّم الخيل مهمازهُ للصحاري ْ
و/ قدّم ساقي العزاءِ إلى القومِ قهوتهمْ
و/ احتفتْ بومةُ الدوحِ في حشرجات النهارِ
و/ أبقى عزيزا ْ
و/ قد ضلّ في محجريّ نداءُ النداء ِ – جوىً –
و/ ارتطمتُ بما شاءت ِ المرسلاتُ لنا
من ضواري ..!
و أبقى وحيداً
أحيكُ التلاوينَ / تنقـّــضُّ لوحا ً من النازلاتِ
و أزجي البلى قبضة ً من أوارِ ...
لأبقى عزيزا ..
إذا القومُ شدوا المطي َّ / يحفون سهد َ النجائبِ
بالجُلّــنارِ ...
* *
أتيتكِ لأيـــا ً من الطينِ / لا شيئَ لي غير ُ هذا اليراعِ
و سدرٍ قليل ٍ
إذا ما استظلّ الفناءُ بأكذوبةٍ / من جدارِ
ودَعْــتكِ
لا تملكين سوى ثلةٍ من سؤالٍ
تؤثّــلهُ حاملاتُ الجرارِ
لميقاتهنّ
على شرفةٍ في البلاد العجيفةِ /
( كيف اهتدت مقلة ٌ /لا ترى /
للفنــارِ ؟
و كيف تلا الطينُ مزمورهُ في رفوف ِ الخضابِ الممرّدِ بالمكحلاتِ
/ و كيف استوت عند باب الخدينةِ أوجاعهُ
رجفة ً قبل طرق القلوب /
و قبل التقتْ سادراتُ الخضمِّ بأنشودةٍ في شروق القرارِ ِ ......؟ ! )
أتيتكِ نافلةً من صلاةِ المســــافرِ
مزدانةٌ رحلتي بالغبارِ ...!
أسوّرُ أحرفكِ بالغمامِ /
و إزميل أوجاعنا تحت سقف المساء
يرومُ لنا كوةً من نهارِ
* *
أتيتكِ
داسرة ً من بقايا السفين /
( و كان المليكُ يحب اغتصاب السفائنِ / إلا المعيباتِ منهن ّ)
لما خرقن َ أناملهُ أربُعي / لم يعد للمدى في يديّ مدى ً
و اختفت أذرعُي ...
فجأةً ... في الفضاء المعار ِ
كيف يحنو الإرأنُ على دامعاتِ الأصابع ِ
حين يكون الوجودُ مآقٍ مرصعةً بالشفار ِ ...! ؟
و كيف َ تسحّــرُ سنبلة ٌ بالندى /
و النجومُ تسوق ُ القتادَ لها مضغة ً من نشيدِ الصغارِ ؟!
* *
و جئتكِ في راجفات المذلةِ /
عار ٍ / سوى من لحاءٍ من الأحجياتِ الغرارِ
فهلّا غسلتِ السؤال بترتيلةِ الأعطياتِ
و قصّــرتِ ظل الغداة ِ على صرّتي / بعضِ ناري
فـــأبقى عزيزا ْ
و قد سلّم الخيل مهمازهُ للصحاري ْ
و قدّم ساقي العزاءِ إلى القومِ قهوتهمْ
و احتفتْ بومةُ الدوحِ في حشرجات النهارِ ...!