منتديات مكسيم الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات مكسيم الحياه
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصيدة (يا قدس)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
admin مدير عام
admin مدير عام
admin


ذكر
عدد الرسائل : 240
العمر : 31
الموقع : https://mksem.hooxs.com
العمل/الترفيه : مدير عام/هاكر
المزاج : مكيف
تاريخ التسجيل : 16/02/2008

قصيدة (يا قدس) Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة (يا قدس)   قصيدة (يا قدس) Emptyالثلاثاء 26 فبراير - 17:45


يــا قــدس


ما كلُّ مَنْ نطقوا الحـروفَ أبانـوا
فلقـد يَـذوبُ بمـا يقـولُ لسـانُ
لغـة الوفـاءِ شريفـةٌ كلماتُـهـا
فيها عـن الحـبِّ الأصيـلِ بَيـانُ
يسمو بها صدقُ الشعور إلى الـذُّرا
ويزُفُّ عِطْـرَ حروفهـا الوجـدانُ
لغةٌ تَرَقْرَقَ فـي النفـوس جمالُهـا
وتألَّـقـتْ بجلالـهـا الأَذهــانُ
يجري بها شعـري إليكـم مثلمـا
يجري إلـى المتفضِّـل العِرْفـانُ
لغةُ الوفاء، ومَـنْ يجيـد حروفَهـا
إلا الخبيـر الـحـاذق الفـنَّـانُ؟
أرسلتُهـا شعـراً يُحـاط بموكـبٍ
مـن لهفتـي، وتزفُّـه الألـحـانُ
ويزفُّـه صـدقُ الشعـور وإِنَّمـا
بالصـدق يرفـع نفسَـه الإِنسـانُ
أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لـم تـزلْ
في البحر، حار بأمرهـا الرُّبَّـانُ
والقـدس أرملـةٌ يلفِّعهـا الأسـى
وتُميـت بهجـةَ قلبهـا الأحـزانُ
شـلاَّلُ أَدْمُعِهـا عـلـى دفَقـاتـه
ثـار البخـار فغامـت الأَجفـانُ
حسنـاءُ صبَّحهـا العـدوُّ بمدفـعٍ
تَهـوي علـى طلقاتـه الأركـانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ
شمَّاءَ ضـاق بصبرهـا العُـدوانُ
لْقَـى إليهـا السَّامـريُّ بعجـلـه
وبـذاتِ أَنـواطٍ زَهَـا الشَّيْطَـانُ
نَسي المكابـرُ أنَّ عِجْـلَ ضلالِـه
سيـذوب حيـن َتَمُّسـه النيـرانُ
حسناءُ، داهمَها الشِّتـاءُ، ودارُهـا
مهدومـةٌ، ورضيعُهـا عُـريـانُ
وضَجيج غـاراتِ العـدوِّ يَزيدهـا
فَزَعاً تَضَاعـف عنـده الَخَفقـانُ
بالأمـسِ ودَّعهـا ابنُهـا وحَليلُهـا
وابـنُ اْختهـا وصديقُـه حسَّـانُ
واليـوم صبَّحـتِ المدافـعُ حَيَّهـا
بلهيبـهـا، فتـفـرَّق الجـيـرانُ
باتـت بـلا زوجٍ ولا إِبــنٍ ولا
جارٍ يَصـون جوارَهـا ويُصَـانُ
يا ويحَهـا مَلَكـتْ كنـوزاً جَمَّـة
وتَبيـت يعصـر قلبَهـا الِحرْمـانُ
تَستطعم الجـارَ الفقيـرَ عشاءَهـا
ومتى سيُطعـم غيـرَه الُجوْعَـانُ
صارتْ محطَّمةَ الرَّجـاء، وإنَّمـا
برجـائـه يتـقـوَّت الإِنـسـانُ
يا قدسُ يا حسنـاءُ طـال فراقُنـا
وتلاعبـتْ بقلوبـنـا الأَشـجـانُ
من أين نأتي، والحواجـزُ بيننـا:
ضَعْـفٌ وفُرْقَـةُ أُمَّـةٍ وهَــوانُ؟
من أيـن نأتـي، والعـدوُّ بخيلـه
وبرَجْـلـهِ، متحـفِّـزٌ يَقْـظَـانُ؟
ويَـدُ العُروبـةِ رَجْفَـةٌ مـمـدودةٌ
للمعـتـدي وإشــارةٌ وبَـنـانُ؟
ودُعاةُ كـلِّ تقُّـدمٍ قـد أصبحـوا
متـأخـريـن، ثيـابُـهـم أَدْرَانُ
متحدِّثـون يُثَـرْثِـرُون أشـدُّهـم
وعيـاً صريـعٌ للهوى حَـيْـرانُ
رفعـوا شعـارَ تقـدُّمٍ، ودليلُـهـم
لِينيـنُ أو مِيشـيـلُ أو كـاهـانُ
ومـن التقـدُّم مـا يكـون تخلُّفـاً
لمَّـا يكـون شعـارَه العصـيـانُ
أيـن الذيـن تلثَّمـوا بوعـودهـم
أيـن الذيـن تـودَّدوا وأَلانــوا؟
لما تزاحمـت الحوائـجُ أصبحـوا
كرؤى السَّـراب تضمَّهـا القيعـانُ
كرؤى السَّرابِ، فما يؤمِّـل تائـهٌ
منهـا، ومـاذا يطلـب الظمـآنُ؟
يا قدس، وانتفض الخليـلُ وغَـزَّةٌ
والضِّفتـان وتـاقـت الـجـولانُ
وتلفَّت الأقصـى، وفـي نظراتـه
أَلَـمٌ وفـي ساحـاتـه غَلَـيـانُ
يا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولـم يـزلْ
للجـرح فيهـا جَـذْوةٌ ودُخــانُ
يا قدس، وانكسرتْ علـى أهدابهـا
نَظَراتُهـا وتـراخـت الأَجـفـانُ
يا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فـلاحَ لـي
قمـرٌ يدنِّـس وجهَـه استيـطـانُ
ورأيتُ طوفـانَ الأسـى يجتاحُهـا
ولقد يكون مـن الأسـى الطوفـانُ
كادت تفارق مَنْ تحـبُّ ويختفـي
عن ناظريهـا العطـف والتَّحنـانُ
لـولا نَسائـمُ مـن عطـاءِ أحبَّـةٍ
رسمـوا الوفـاءَ ببذلهـم وأعانـوا
سَعِدَتْ بما بذلـوا، وفـوقَ لسانهـا
نَبَـتَ الدُّعـاءُ وأَوْرَقَ الشُّكـرانُ
لكأننـي بالقـدس تسـأل نفسَهـا
من أيـن هـذا الهاطـلُ الَهتَّـانُ؟
من أين هذا البذلُ، ما هـذا النَّـدى
يَهمي عليَّ، ومَنْ هُـم الأَعـوانُ؟
هذا سؤال القدس وهـي جريحـةٌ
تشكو، فكيف نُجيـب يـا سَلْمـانُ؟
ستقول، أو سأقول، ما هذا النـدى
إلاَّ عـطـاءٌ سـاقـه الـمَـنَّـانُ
هذا النَّـدى، بَـذْلُ الذيـن قلوبُهـم
بوفائـهـا وحنانـهـا تَـــزْدَانُ
أبناءُ هذي الأرض فيهـا أَشرقـتْ
حِقَـبُ الزمـان، وأُنـزِل القـرآنُ
صنعوا وشاح المجد مـن إِيمانهـم
نعـم الوشـاحُ ونِعْمَـتِ الأَلـوانُ
وتشرَّف التاريخ حين سَمَـتْ بـه
أخبارُهـم، وتـوالـت الأَزمــانُ
في أرضنا للنـاس أكبـرُ شاهـدٍ
ديـنٌ ودنيـا، نعـمـةٌ وأَمــانُ
هي دوحةُ ضَمَّ الحجـازُ جذورَهـا
ومن الرياض امتـدَّت الأَغصـانُ
الأصل مكـةُ، والمهاجَـرُ طَيْبـةٌ
والقـدسُ رَوْضُ عَراقـةٍ فَيْـنَـانُ
شيـمُ العروبـة تلتقـي بعقـيـدةٍ
فيفيض منهـا البَـذْلُ والإحسـانُ
للقدس عُمْقٌ في مشاعـر أرضنـا
شهـدتْ بـه الآكـامُ والكُثْـبـانُ
شهدت بـه آثـارُ هاجـرَ حينمـا
أصغتْ لصوت رضيعهـا الوُديـانُ
شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى
يهتـزُّ حتـى سالـت الُحْلـجـانُ
ودعـاءُ إبراهيـمَ ينشـر عطـره
فـي الخافقيـن، وقلبُـه اطمئنـان
هذي الوشائج بين مهبـط وحينـا
والمسجد الأقصـى هـي العنـوانُ
هـو قِبلـةٌ أُولـى لأمتنـا التـي
خُتمـت بديـن نبيِّهـا الأديــانُ
أوَ لَمْ يقـل عبدالعزيـز وقـد رأى
كيف الْتقـى الأحبـار والرُّهبـانُ
وأقـام بلْفُـورُ الهيـاكـلَ كلَّـهـا
للغاصبيـن وزمجـر البُـركـان
وتنمَّـر الباغـي وفـي أعمـاقـه
حقـدٌ، لـه فـي صـدره هَيجَـانُ
وتقاطرتْ من كلِّ صَـوْبٍ أنْفُـسٌ
منهـا يفـوح البَغْـيُ والطغـيـانُ
وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم
طَرْدُ الأصيـل لتخلـوَ الأوطـانُ
وفـد اليهـود أمامهـم أحقـادهـم
ووراءهـم تتحـفَّـرُ الصُّلـبـان
أوَ لـم يقـل عبدالعزيـز، وذهنُـه
متـوقـدٌ، ولـرأيـه رُجْـحَــانُ
وحُسام توحيد الجزيرة لـم يـزلْ
رَطْبـاً، يفـوح بمسكـه الميـدانُ
في حينها نَفضَ الغُبـارَ وسجَّلَـتْ
عَزَماتِـه الدَّهـنـاءُ والصُّـمَّـانُ
أوَ لم يَقُلْ، وهـو الخبيـرُ وإِنمـا
بالخبـرةِ العُظْمـى يقـوم كيـانُُ:
مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعمـوا
شعـبَ الإِبـاءَ فإنهـم فُـرْسَـانُ
شَعْبٌ، فلسطيـنُ العزيـزةُ أَنبتـتْ
فيـه الإبـاءَ فلـم يُصبْـه هَـوانُ
شَعْبٌ إذا ذُكـر الفـداءُ بَـدا لـه
عَــزْمٌ ورأيٌ ثـاقـبٌ وسـنـانُ
شعبٌ إذا اشتـدَّتْ عليـه مُصيبـةٌ
فالخاسـرانِ اليـأسُ والُـخـذلاُن
لا تُخرجوهم من مَكامـنِ أرضهـم
فخروجُهم مـن أرضهـم خُسـران
هي حكمـةٌ بدويَّـة مـا أدركـتْ
أَبعادَهـا فـي حينهـا الأَذهــانُ
يا قُـدْسُ لا تَأْسَـي ففـي أجفاننـا
ظلُّ الحبيبِ، وفي القلـوبِ جِنـانُ
مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يـرى
أقصاكِ في صَلَـفِ اليَهـودِ يُهـانُ
يا قُدسُ صبـراً فانتصـاركِ قـادمٌ
واللِّـصُّ يـا بَلَـدَ الفـداءِ جَبَـانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَـتْ علـى
ثغر الشُّمـوخ فأصغـت الأكـوانُ
ياقدسُ، وانبثق الضيـاء وغـرَّدتْ
أَطيـارُهـا وتـأنَّـقَ البسـتـانُ
يا قدس، والتفتـتْ إِلـيَّ وأقسمـتْ
وبربـنـا لا تحـنَـثُ الأَيـمـانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحـرَ الأسـى
إلاَّ قـلـوبٌ زادُهــا الـقـرآنُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mksem.hooxs.com
 
قصيدة (يا قدس)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مكسيم الحياه :: القسم الادبي :: بوابة الادب والشعر-
انتقل الى: